عمان، عاصمة الأردن وأكبر مدنه، هي مزيج رائع من التاريخ العريق والحيوية العصرية. بُنيت على سبعة جبال، وتضم أكثر من 4 ملايين نسمة، وكانت مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين، مما جعلها نقطة التقاء للحضارات من العمانيين القدماء حتى العصر الحديث. اليوم، تقف عمان شاهداً على التراث الغني للأردن ومستقبله المشرق. من آثار القلعة والمسرح الروماني إلى شوارع وسط البلد النابضة بالحياة وأحياء عبدون والصويفية الحديثة، تقدم المدينة للزوار تجربة لا مثيل لها حيث يروي كل ركن قصة من قصص النجاح والمواكبة والاستمرارية
كرم الضيافة
يُعرف أهل عمّان بكرمهم الدافئ وروحهم المرحّبة، التي تمثل تجسيدًا حيًا لتقاليد أردنية أصيلة مزروعة بعمق في ثقافة الاحترام والعطاء. يُستقبل الزّائر في هذه المدينة بترحاب حارّ، وتُفتح له القلوب، ويُعامل بأرقى صور الضيافة بدءاً من فنجان القهوة العربية الأصيلة إلى المائدة المنزلية التي تنبض بالمحبة والضيافة. وليس هذا كل شيء. فالضيافة عند أهل عمّان ليست مجرّد طقوس؛ بل هي سلوك يوميّ وثقافة مجتمعية. يتجلّى ذلك في المبادرة الدائمة لمساعدة الزائر وتوجيهه، دون تكلُّف أو تردُّد. أهل عمّان يفخرون بأن يجعلوا كل ضيف يشعر كما لو كان بين أهله، في جوّ من الدفء الإنساني والصدق، بحيث تتحوّل الزيارة إلى تجربة تحتفظ بصداها، مليئة بلحظات لا تُنسى.
مدينة التراث و الثقافة
تضاريس عمان الفريدة، المبنية على سبعة جبال، شكلت تطورها وطابعها عبر التاريخ. لكل جبل قصته الخاصة: جبل القلعة يضم آثارًا قديمة تعود للعصر البرونزي، بينما جبل عمان يحتضن وسط المدينة التاريخي بأسواقه التقليدية وعماراته العثمانية.جعل الارتفاع والموقع الاستراتيجي للمدينة منها حصنًا طبيعيًا ومركزًا تجاريًا. من العمانيين القدماء الذين استوطنوا هذه الجبال أولاً إلى الرومان الذين بنوا مسرحهم الكبير، ومن الأمويين الذين شيدوا قصورهم الصحراوية إلى الأردنيين المعاصرين الذين جعلوا من هذه المدينة عاصمتهم، ترك كل عصر بصمته الواضحة على المشهد والثقافة
اجواء الترفيه
تقدّم عمّان مشهدًا ترفيهيًا نابضًا بالحياة يجمع بين الحداثة والأصالة، حيث تنتشر المقاهي والمطاعم التي تقدم أشهى الأطباق من مختلف المطابخ العالمية والمحلية، إلى جانب أماكن الموسيقى الحيّة والمسارح الثقافية التي تستضيف عروضًا فنية مميزة. تنبض المدينة بالحياة ليلاً، مع صالات السطح الراقية التي توفّر إطلالات بانورامية على أفق المدينة، والعروض الموسيقية الحيّة التي تُقام في أماكن متعددة، والفعاليات المتنوعة التي تلبي جميع الأذواق، من الحفلات الشبابية إلى الأمسيات الثقافية. سواء كنت تبحث عن أمسية هادئة مع الأصدقاء في مقهى دافئ أو ليلة حيوية مليئة بالموسيقى والرقص، ستجد في عمّان ما يناسب جميع الأعمار والاهتمامات. كما توفّر المدينة خيارات ترفيهية مناسبة للعائلات
نبض الثقافة والفن
تنبض عمّان بالحياة الثقافية التي تعكس غنى المجتمع الأردني وتنوعه، حيث تشكل الفنون والموسيقى والمسرح جزءًا لا يتجزأ من هوية المدينة. من معارض الفن المعاصر في جاليريات جبل اللويبدة إلى المهرجانات السينمائية في وسط البلد، يعيش الزائر تجربة فنية أصيلة ومبهرة. تُنظم في عمّان فعاليات ثقافية على مدار العام، تشمل عروضًا مسرحية، حفلات موسيقية، وندوات فكرية، يشارك فيها فنانون ومبدعون من الأردن والعالم العربي. وتضم المدينة عددًا من المراكز الثقافية، مثل دارة الفنون والمركز الثقافي الملكي، التي تعمل على تعزيز الحوار الثقافي والحفاظ على التراث الإبداعي. في عمّان، لا تقتصر الثقافة على الماضي، بل تنبض بالحيوية والتجدد، وتدعوك لاكتشاف صوت المدينة وروحها المتفرّدة.
التركيبة السكانية (ديمغرافيا عمان)
عمان هي بوتقة سكانية تنصهر فيها هويات متعددة: يستأثر العرب الأردنيون والفلسطينيون بالغالبية، إذ شكّلت موجتا النزوح وتحركات داخلية عبر العقود الماضية محاورًا رئيسية لتكوين النموذج السكان الفسيفسائي الجميل. تُكمّل هذه اللوحة بحضور فئات عرقية أخرى مثل الأرمن، الشركس، الشيشان، الآشوريين، والأكراد، والشوام ، الذين رغم محدودية أعدادهم إلا أنهم ساهموا بتنوع ثقافي محسوس. من الناحية الدينية، تُعدّ المدينة في غالبيتها مسلمة سنّية، مع تجمعات مسيحية في أحياء مختارة، مما يعكس التنوع الديني الحي داخل أفق حضري مشترك.
جمال طقس عمّان وتنوعه
تتفرّد عمّان بمناخ يجمع بين سحر التنوع واعتدال الأجواء، حيث تتداخل تضاريسها الجبلية والتلال والسهول لتمنحها طقسًا متقلّبًا بطابعٍ متوسطيّ. صيفها مشمس وجاف، وشتاؤها بارد ماطر تزينه أحيانًا الثلوج، بينما يقدّم الربيع والخريف نسمات عليلة مثالية للنزهات. هذا التناغم بين الفصول يجعل من سماء عمّان لوحة متجددة تعكس جمال الطبيعة وتنوّعها الفريد على مدار العام.